نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم اللغة العربية اليوم الاثنين الموافق (٢٠٢٤/٦/٢٤) اطروحة الدكتوراه للطالبة اماني كنعان خضير الدوري ، الموسومة (اللون ودلالته في شعر ابي اسحاق الغزي ت٥٢٤هـ). اذ حاز موضوع اللون في الشعر العربي على اهتمام الادباء والدارسين، وتواجد في صنوف حياتهم اليومية وبنواحي الحياة المختلفة للإنسان، وقد لجأ الشعراء إلى توظيفه لأنه يحمل في طياته ارتباطات اجتماعية وثقافية ونفسية وفكرية...، وهذا ما وجدناه في اغلب دواوين شعراء العصر العباسي امثال المتنبي والبحتري وابي نؤاس وابي تمام، فقد شكَّل اللون قيمة جمالية وفنية أفاد منها الشعراء في نتاجهم الشعري عامة، فهو من اكثر الوسائل تحكما في المزاج اللحظي حيث يؤثر بشكل فعال على شعور المتلقي ويمنحه نشاطاً ذهنياً لما له من تأثير نفسي وقدرة على الإثارة والانفعال ، وبعث الهدوء والطمأنينة ، فأضحت له دلالات كثيرة ومتباينة تختلف حتى في اللون الواحد، ولأهميته الفعالة ومكانته المتميزة التي لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها ، فقد تعددت استعمالاته ودخل الميادين كافة فكانت اللغة هي المعبر الخلاق عن تلك الدلالات ، ولا سيما الشعر العربي المتجدد بإيقاعه ، ولغته وخيال مبدعه وأسلوبه وتظافرت فيه جميع هذه العناصر في بلورة موضوع اللون وتوظيفه في الحيز الشعري مما خلق علاقة تفاعلية أسهمت في إنتاج الدلالة الشعرية ، ولا سيما إن اللون مثَّل عنصراً مهماً من عناصر البناء الفني في الشعر العرب.
وقد توصلت الدراسة الى نتائج عديدة منها :
1- عُدَّ اللون رمزاً من رموز الطبيعة التي يستمتع بها الانسان من خلال البيئة المحيطة به، لا سيما انه موجود في كل شيء إذ ارتبط بجميع العلوم والمعارف لدى الانسان.
2- إن اثر الالوان يختلف من شخص الى اخر، فاللون يثير الاحساس والشعور بالراحة والاطمئنان والسكون، فهو عامل وسيط للانفعالات والعواطف لها قدرتها الدلالية على التخاطب.
3- للون اهمية كبيرة في الشعر العربي فقد تفاوت الشعراء بدرجة اهتمامهم للون بحسب دلالتها واختلافها فالألوان توحي بعدد من الرموز والايحاءات المتعلقة بالحياة العربية بمختلف ثقافاتها والتي تحملنا على التفسير والتأويل للمعنى الذي يريد ايصاله الشاعر.
4- يلعب اللون دورا مهما للشاعر والرسام معا لأنه جزء اساسي من نسج اللوحة الشعرية او النص حيث يضفي رونقاً بديعياً يجذب من خلاله المتلقي.
5- ان تأثر الشاعر ابي اسحاق الغزي بالحياة العباسية والتراث كان عاملا حافزاً لابداعه في توظيف اللون في نصوصه الشعرية حيث عبر باللون عن الوضع الذي يعيشه، فيبث تجاربه من خلال تجسيده للون في النص الشعري.
وتألفت لجنة المناقشة من السادة التدريسيين :
1- أ.د. مريم محمد جاسم / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / رئيساً
2- أ.د. حسن اسماعيل خلف / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
3- أ.د. جمعة حسين يوسف / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
4- أ.م.د. قيس علاوي خلف / جامعة سامراء - كلية التربية / عضواً
5- أ.م.د. بشار سعدي اسماعيل / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
6- أ.د. اسماء صابر جاسم / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً ومشرفاً
#شعبة الإعلام والاتصال الحكومي – كلية التربية للعلوم الانسانية – جامعة تكريت