نوقشت في كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم علوم القران و التربية الإسلامية اليوم الخميس الموافق (29/8/2024) أطروحة الدكتوراه للطالب دريا احمد مجيد ، الموسومة (المجامع النصرانية وموقف الإسلام من قراراتها)
اذ يهدف البحث الحالي الى تسليط الضوء على المجامع النصرانية والتي هي عبارة عن اجتماع الأساقفة في الكنيسة في زمانٍ ومكانٍ معين، لغرض مناقشة مسائل خاصة أو عامة عقائدية وأخلاقية تنظيمية وإدارية طقسية وحقوقية، ومن ثم اتخاذ الاجراءات الجماعية من تحديدات وتوصيات وقرارات، وَوَضعِها موضع التنفيذ في جميع الكنائس، وأصل فكرة المجامع عند النصارى يرجع إلى مجمع أورشليم الذي انعقد سنة 51م في عصر الحواريين، فالنصارى حَذَوا حَذوَ هذا المجمع في عقدهم للمجامع فيما بعد، وكان عدد المجامع التي عَقَدَها النصارى عبر العصور هي 21 مجمعاً، ويعترف الكاثوليك بهذه المجامع كلها، أما الأرثوذكس فيعترفون بالمجامع السبعة الأولى فقط، أما بقية المجامع فلا يعترفون بها، ولذلك تُسمّى بالمجامع الكاثوليكية، حيث حصل الانشقاق بين النصارى بعد المجمع الثامن بسبب اختلافهم في مسألة انبثاق الروح القدس، وأدى ذلك إلى انشقاق الكنيسة إلى قسمين: الكنيسة اللاتينية الغربية، وكنيسة الروم الشرقية، وجاءت هذه الأطروحة في عَرض جوانب هذه المجامع التي عَقَدَها النصارى على مرّ العصور، ومناقشة أهم قراراتها الخطيرة والتي كان لها دورٌ كبيرٌ في تثبيت أهم العقائد والطقوس الموجودة في النصرانية الحالية، بل وحتى تحديد الكتب والأسفار التي يُقدّسها النصارى ويتعبّدون بها في صلواتهم وطقوسهم، لتُصبحَ بذلك المجامع هي مصدر التشريع الأول في النصرانية، ومن ثمّ بيان موقف الإسلام من هذه القرارات لتسليط الضوء على مواطن التحريف فيها، وبُعدِها عن رسالة المسيح (عليه السلام) الداعية إلى التوحيد، لتَظهَرَ بذلك عظمة الدين الإسلامي وكونه خاتمة الشرائع الإلهية السابقة، وسلامته من مظاهر التحريف والضلال .
وقد توصلت الدراسة الى عدة نتائج ابرزها :
1- إنّ المجامع النصرانية ليست هيئاتٍ شُوريةٍ كما يدّعي النصارى؛ بل هي هيئاتٌ قهريةٌ مُستَبدّة، وهذا يتجلّى واضحاً مما نراه في هذه المجامع من ترجيحِ رأي الأقلّية المَدعومة من السلطة على الأكثرية، وفَرضُ رأيها على جميع الكنائس قهراً، وتغليب المصالح والأهواء الشخصية، وترجيح قرارات السلطة السياسية ومصالحها على قواعد وعقائد الدين .
2- كانت المجامع النصرانية أداةً بيد البابوات والأباطرة يُسخِّرُونها لتثبيت سلطانهم، ولتحقيق رغباتهم السياسية في السيطرة والنفوذ والتوسُّع، وبذلك خَرَجَت هذه المجامع عن غايتها الرئيسة التي يدّعيها النصارى في تثبيت العقائد، ومحاربة الهرطقات؛ إلى أهدافٍ أخرى سياسيةٍ لا علاقة لها بالدين البتَّة .
3- إنّ المجامع النصرانية كانت نقطة الانطلاق ووسيلةً مباشرةً في إخراج النصارى من دائرة التوحيد إلى التثليث؛ حيث أُقِرَّ في مجمع نيقية سنة: 325م تأليه المسيح (عليه السلام)، وأُقِرَّ في مجمع القسطنطينية الأول سنة: 381م تأليه الروح القدس، وبذلك أصبح التثليث عقيدةً رسميةً للنصرانية في العالم أجمع، ومن يقول خلاف ذلك يُحكَم عليه بالهرطقة واللعن والخروج من النصرانية .
4- كانت هذه المجامع سبباً رئيساً في زيادة التفرقة والنزاعات والانشقاقات بين الكنائس، فعلى إثر هذه المجامع انشقّت الكنيسة النصرانية إلى: الكنائس الأرثوذُكسية القديمة (القبطية والحبشية والسريانية والأرمنية والهندية والاريتيرية)، والكنيسة المارونية، والكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة الروم الأرثوذُكس، والكنيسة البروتستانتية وغيرها، وكلُّ كنيسةٍ تَلعَنُ أختها وتُخالفها في العقائد والطقوس الكنسية .
و قد تآلفت لجنة المناقشة من السادة التدريسيين :
- . أ. د. محمد هادي شهاب/ جامعة تكريت/ كلية العلوم الإسلامية / رئيسا
- أ. د. خيال صالح حمد/ جامعة تكريت/ كلية العلوم الإسلامية / عضوا
- أ. م. د. صفوان تاج الدين علي/ جامعة الموصل/ كلية العلوم الإسلامية / عضوا
- أ. م. د. وميض فارس صعب/ جامعة تكريت/ كلية العلوم الإسلامية / عضوا
- أ. د. سعد فتح الله عمر/ جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الإنسانية / عضوا ومشرفا
#شعبة الإعلام والاتصال الحكومي – كلية التربية للعلوم الإنسانية – جامعة تكريت