نوقشت في كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم التاريخ اليوم الاربعاء الموافق (3/7/2024) اطروحة الدكتوراه للطالب موفق عبدالله فتحي اللويزي ، الموسومة (التطورات الداخلية في القوقاز الشمالي وموقف الدولة العثمانية منها(1859-1878م).
تعد منطقة شمال القوقاز احدى بؤر الصراع الدولي منذ اقدم العصور اذ شهدت المنطقة عبر تاريخها الطويل الكثير من الحروب ابتداءً من عصور ما قبل الميلاد وانتهاءً بالتاريخ المعاصر، اذ سعت الامبراطوريات والدول التي قامت بجوارها الى مد نفوذها اليها للاستفادة من منعة جبالها كونها تمثل حصنا منيعا امام الاعداء يصعب اختراقه، فكانت المنطقة تمثل سدا منيعا امام تقدم روسيا نحو اراضي الدولة العثمانية ومناطق اسيا الوسطى، وبعد استيلاء الروس عليها اصبح بامكانهم تهديد الاراضي العثمانية بشكل مباشر، فضلا عن تهديدهم للمستعمرات البريطانية في الهند، الامر الذي دفع بالدولة العثمانية وبريطانيا للتعاون في دعم مسلمي شمال القوقاز في محاولة يائسة منهم لايقاف الزحف الروسي باتجاه المنطقة، الا ان ذلك الدعم لم يكن بالمستوى الذي يمكنهم من الوقوف بوجه القوات الروسية المندفعة بقوة نحو تحقيق اهدافها في الوصول الى المياه الدافئة. اذ تسعى الدراسة الى تسليط الضوء على مجريات تلك الحرب وعمليات التهجير التي رافقتها، فضلا عن محاولة توضيح التطورات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والادارية التي شهدتها منطقة شمالي القوقاز بعد نجاح الروس بفرض سيطرتهم عليها، مستعرضين خلالها ابرز المشاكل التي واجهها مسلمي شمال القوقاز في ظل الاحتلال الروسي وما نتج عنها من انتفاضات وثورات ضدهم.
وقد توصلت الدراسة الى نتائج عديدة منها :
- سعت الدولة العثمانية للسيطرة على شمال القوقاز للوصول الى مناطق قازان واسترخان ومحاصرة روسيا ومنعها من التقدم باتجاه الاراضي الاسلامية، فيما سعى الروس للسيطرة على القوقاز من اجل الوصول الى المياه الدافئة وضم مملكة جورجيا النصرانية والتي كانت في حلف معها الى ممتلكاتها، ومن ثم اجتياز البحر الاسود لاستعادة القسطنطينية عاصمة الكنيسة الشرقية.
- كانت السياسة الروسية في شمال القوقاز تتسم بالعنف والشدة، اذ عمل ذلك على فشل اي تفاهم او تقارب بين روسيا وشعوب المنطقة، فكانت مشاعر الكره والحقد متوارثة بين الطرفين، واستمر الامر على ذلك النحو حتى بعد نجاح الروس في احتلال المنطقة، ويتضح ذلك من خلال كثرة الانتفاضات التي شهدتها المنطقة في ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر ضد الاحتلال الوجود الروسي.
- على الرغم من المقاومة البطولية التي ابداها مسلمو شمال القوقاز في مواجهة القوات الروسية الا انهم خسروا الحرب في نهاية الامر لمجموعة من الاسباب ابرزها: تفرقهم وعدم وجود قيادة موحدة تجمعهم، اذ لم يصل تطورهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الى درجة تمكنهم من التوحد تحت قيادة واحدة على الرغم من وجود بعض المحاولات لتوحيد صفوفهم، الا انها جاءت متأخرة ومحدودة التأثير.
وتألفت لجنة المناقشة من السادة التدريسيين :
- أ.د. سامي صالح محمد / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / رئيساً
- أ.د. عباس عبدالوهاب علي / جامعة الموصل - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
- أ.د. أنس عبدالخالق عايد / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
- أ.د. حارث عبدالرحمن الطيف / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
- أ.د. ابتسام حمود محمد / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً
- أ.د. رائد سامي حميد / جامعة تكريت - كلية التربية للعلوم الانسانية / عضواً ومشرفاً
#شعبة الإعلام والاتصال الحكومي – كلية التربية للعلوم الإنسانية – جامعة تكريت